( فاذكروني أذكركم )
· قال الطبري : فاذكروني أيها المؤمنون بطاعتكم إياي فيما آمركم به وفيما أنهاكم عنه، أذكرْكم برحمتي إياكم ومغفرَتي لكم
· قال السعدي: أمر تعالى بذكره، ووعد عليه أفضل جزاء، وهو ذكره لمن ذكره، كما قال تعالى على لسان رسوله: ]من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم[ .
- وذكر اللـه تعالى أفضله ما تواطأ عليه القلب واللسان، وهو الذكر الذي يثمر معرفة اللـه ومحبته، وكثرة ثوابه، والذكر هو رأس الشكر، فلهذا أمر به خصوصا، ثم من بعده أمر بالشكر عموما فقال: ( وَاشْكُرُوا لِي ).اهـ
· قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللـه ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا).
· كان النبي يذكر اللـه على كل أحيانه.
· عن عيسى عليه السلام أنه قال: لا تكثروا الكلام بغير ذكر اللـه فتقسوا قلوبكم.
· اجعل بيتك مكانا لذكر اللـه تعالى:قال صلى اللـه عليه وسلم : ] مثل البيت الذي يذكر اللـه فيه ، والبيت الذي لا يذكر اللـه فيه مثل الحي والميت [ رواه مسلم.
- فلابد من جعل البيت مكانا للذكر بأنواعه ؛ سواء ذكر القلب ، وذكر اللسان ، أو الصلوات وقراءة القرآن ، أو مذاكرة العلم الشرعي وقراءة كتبه ، وسماع الأشرطة النافعة والمفيدة.
- وكم من بيوت المسلمين اليوم هي ميتة بعدم ذكر اللـه فيها ، بل ما هو حالها وهي لايذكر فيها إلا ألحان الشيطان من المزامير والغناء ، والغيبة والبهتان والنميمة واللـه المستعان وعليه التكلان ؟!
- وكيف حالها وهي مليئة بالمعاصي والمنكرات ، كالاختلاط المحرم والتبرج بين الأقارب من غير المحارم ، أو الجيران الذين يدخلون البيت.
- كيف تدخل الملائكة بيتا هذا حاله ؟! فأحيوا بيوتكم رحمكم اللـه بأنواع الذكر.
· السلام متضمن لذكر اللـه تعالى: قال مجاهد: كان عبد اللـه بن عمر رضي اللـه عنهما يأخذ بيدي فيخرج إلى السوق يقول إني لأخرج وما لي حاجة إلا لأسلم ويسلم علي ، فأعطى واحدة وآخذ عشراً ، يا مجاهد إن السلام من أسماء اللـه تعالى : فمن أكثر السلام أكثر ذكر اللـه تعالى .
- فهل أستشعرت وأنت تسلم على إخوانك المسلمين أنك تذكر الله تعالى ؟
· فائدة عظيمة النفع: قال بعض العلماء: ذكر اللـه تعالى في ابتداء الأقوال والأفعال أنسة من الوحشة وهداية من الضلال.
· في ذكراللـه مائـة فائـدة: قال ابن القيم: وفي ذكر اللـه أكثر من مائة فائدة يرضي الرحمن ويطرد الشيطان ويزيل الهم ويجلب الرزق ويكسب المهابة والحلاوة ويورث محبة اللـه التي هي روح الإسلام..الخ.
· كيف تُبنى دور الجنة: قال ابن القيم: أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء.
· أمان من النفاق:قال ابن القيم: وأن كثرة ذكر اللـه عز وجل أمان من النفاق، فإن المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل . تأمل الثناء على الله بعد السلام من الصلاة:
- فمن تدبرها حق التدبر وجدها أنها كلها فيها الثناء والتمجيد لله تعالى.
]- أستغفر الله ( ثلاثا ) اللهم أنت السلام , ومنك السلام , تباركت يا ذا الجلال والإكرام [.
]- لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , اللهم لا مانع لما أعطيت , ولا معطي لما منعت , ولا ينفع ذا الجد منك الجد [
]- لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد وهو على كل شيء قدير . لا حول ولا قوة إلا بالله , لا إله إلا الله , ولا نعبد إلا إياه , له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن , لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون [
]- سبحان الله , والحمد لله , والله أكبر ( ثلاثا وثلاثين ) لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير [.]قراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين[.
· تأمل الثناء على الله في أذكار الصباح والمساء:
- ففي أذكار الصباح والمساء من الأدعية والأذكار من الثناء على الله تعالى وتمجيده وتعظيمه الشيء الكثير، ومنها على سبيل المثال:
- سيد الاستغفار: ] اللهم أنت ربي لا إله أنت , خلقتني وأنا عبدك , وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت , أعوذ بك من شر ما صنعت , أبوء لك بنعمتك علي , وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت[.
- ] اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك , فلك الحمد ولك الشكر[.
- ] حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ( سبع مرات )[.
- ] سبحان الله وبحمده (مائة مرة) [ .
- ] لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير]( مائة مرة إذا أصبح ) [.
- ] اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض , رب كل شيء ومليكه , أشهد أن لا إله إلا أنت , أعوذ بك من شر نفسي , ومن شر الشيطان وشركه , وأن أقترف على نفسي سوءا , أو أجره إلى مسلم [ ، وإلى غير ذلك من أذكار الصباح والمساء.
· تأمل الثناء على الله تعالى في أذكار النوم:
- آية الكرسي.
- ] اللهم رب السماوات السبع ورب الأرض , ورب العرش العظيم , ربنا ورب كل شيء , فالق الحب والنوى , ومنزل التوراة والإنجيل , والفرقان , أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته . اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء , وأنت الآخر فليس بعدك شيء , وأنت الظاهر فليس فوقك شيء , وأنت الباطن فليس دونك شيء , اقض عنا الدين وأغننا من الفقر[.
- ]سبحان الله ( ثلاثا وثلاثين ) والحمد ( ثلاثا وثلاثين ) والله أكبر ( أربعا وثلاثين[.
· لا نحصي ثناء على الله:
- كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في السجود: ] اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك[.
- وقوله لا أحصى ثناء عليك: أي لا أطيقه ولا آتي عليه وقيل لا أحيط به.
- وقال مالك رحمه الله تعالى: معناه لا أحصى نعمتك وإحسانك والثناء بها عليك وإن اجتهدت في الثناء عليك.
· هل تعلم أن من الثناء على الله أن تقول:
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- لا حول ولا قوة إلا بالله.
- سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
- سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
· اغرس في قلبك هذه العقيدة:
1- أن تعلم وتتيقن أن من يملك جميع المخلوقات ويتصرف فيها ويدبرها هو الله وحده لا شريك له، فكل ما في السماء والأرض من المخلوقات كبيرها وصغيرها كلهم عبيد فقراء إلى الله، لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا نصرا، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا، فالله مالكهم وهم محتاجون إليه وهو غني عنهم سبحانه.
2- وأن تعلم وتتيقن أن خزائن جميع الأشياء عند الله وحده لا عند غيره، فكل شيء في الوجود فخزائنه عند الله، خزائن الطعام والشراب والمياه والرياح والأموال والبحار....وغيرها كلها عند الله، فكل ما نحتاجه نطلبه من الله ونسأله إياه ونكثر من العبادات والطاعات، فهو سبحانه قاضي الحاجات ومجيب الدعوات، هو خير المسؤولين وخير المعطين لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع.
3- أن تعلم وتتيقن أن الله وحده هو الإله الحق لا شريك له، وأنه وحده المستحق للعبادة، فهو رب العالمين، وإله العالمين، ونعبده بما شرع مع كمال الذل له وكمال الحب وكمال التعظيم، فلا تسأل إلا إياه، ولا تستعين إلا به، ولا تتوكل إلا عليه، ولا تخاف إلا منه، ولا تعبد إلا إياه، قال تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ).
· فانظر -يا رعاك الله- وتأمل وتفكر وتدبر كيف أن يوم المسلم وحياته كلها من حين أن يصبح إلى أن يمسي وفي جميع أحواله وشؤونه أنه يثني على الله تعالى ويمجده لما له من الأسماء الحسنى والصفات العلى والنعم التي لا تعد ولا تحصى.
فهل تدبرت هذه الكلمات وهذه الأذكار وهذه الأدعية التي تكررها كل يوم أم أنك تقولها وأنت لا تشعر بما تقول؟!